مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في رفح وواشنطن تقول إن العملية الإسرائيلية في المدينة "محدودة"

فلسطينيون تجمهروا عند المكان الذي تعرض للقصف الإسرائيلي في مخيم للنازحين في رفح

صدر الصورة، Getty Images

أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ثلاثة جنود من لواء ناحال خلال معارك في قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه إلى 639 منذ بداية الحرب و 290 منذ بدء العملية العسكرية البرية على القطاع.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجنود الثلاثة قتلوا في انفجار "عبوة ناسفة" بمبنى في مدينة رفح.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن تحقيقاً أولياً يشير إلى أن المبنى المفخّخ يقع بالقرب من "معبر رفح". وبحسب التحقيق، فإن الجنود الإسرائيليين استُدرِجوا إلى المبنى بعد إطلاق صواريخ مضادة للدروع عليهم منه. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أيضاً أن ضابطا وجنديين أصيبوا بجروح بالغة إثر الانفجار.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قد قال إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل شنت غزواً واسع النطاق لرفح جنوبي قطاع غزة.

وجاءت تصريحات كيربي بعد ساعات من وصول القوات الإسرائيلية إلى وسط المدينة والاستيلاء على تلة ذات أهمية استراتيجية تطل على الحدود القريبة مع مصر.

وكان كيربي يرد أيضا على أسئلة حول غارة جوية إسرائيلية وما نتج عنها من حريق يوم الأحد أدى إلى مقتل 45 فلسطينياً على الأقل في مخيم للنازحين. وتقول إسرائيل إنها تعتقد أن الحريق ربما يكون ناجماً عن انفجار أسلحة مخزنة لدى حماس.

وقال كيربي للصحفيين إن الصور التي التقطت من غارة يوم الأحد، والتي أسفرت عن مقتل معظم النساء والأطفال وكبار السن، كانت "مفجعة" و"مروعة". وأضاف: "لا ينبغي أن تُفقد أرواح بريئة هنا نتيجة لهذا الصراع". لكنه أقر بأن إسرائيل تحقق في الحادث، وقال "ما زلنا لا نعتقد أن هناك ما يبرر عملية برية كبيرة.. ولم نر ذلك في هذه المرحلة".

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
غزة اليوم

بودكاست يومي يتابع التطورات الميدانية والإنسانية في قطاع غزة من خلال مشاهدات الغزيين ومتابعات الصحفيين والمراسلين والخبراء في الشأن الإنساني.

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

تصريحات كيربي تأتي في وقت واصلت فيه قوات الجيش الإسرائيلي عمليات القصف الجوي والمدفعي المكثف على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وتقدمت برياً داخلها من جهتي الغرب والوسط.

وأشارت أنباء إلى خروج مستشفى الكويتي في حي تل السلطان غربي رفح عن الخدمة وباتت المدينة دون مستشفيات.

وأعلنت لجنة الطوارئ في مدينة رفح في بيان، مقتل 21 فلسطينياً وإصابة عدد آخر، في منطقة المواصي غرب رفح، "معظمهم من النساء والأطفال"، وفق البيان.

وقالت اللجنة إن "مجزرة حرب استهدفت خيام النازحين في المناطق الآمنة، في المواصي"، معُتبرة أن "ما جرى جريمة حرب إبادة جماعية جديدة".

ودعت اللجنة الدول والمؤسسات الدولية والأممية إلى "وقف حرب الإبادة الجماعية فوراً".

وتحدث شهود عيان عن مقتل وإصابة العشرات بسبب قصف طائرات مقاتلة إسرائيلية على مخيم للنازحين في منطقة المواصي غربي مدينة رفح، فيما تصاعدت أعمدة الدخان بسبب كثافة الغارات وسط المدينة، وفق شهود.

وقال أحد الناجين، وهو من حي الزيتون في مدينة غزة الذي نزح منه عدة مرات لينتهي به المطاف في مخيم المواصي الذي ظن أنه مكان آمن، إن 18 فرداً من عائلة واحدة قتلوا في القصف الإسرائيلي. وأضاف وهو يبكي بحسرة أنه ذهب للصلاة وكان قد اتفق مع صديق له كي يلتقيا بعد الصلاة ولكنه عندما عاد إلى المكان وجد أنه قد قتل هو وعدد آخر من الأشخاص.

كما انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مشاهد قاسية لأشلاء وجثث نازحين بين الخيام، ولم يتسنَّ لبي بي سي التحقق من صحتها.

وأكد الجيش الإسرائيلي على أنه "لم يشن أي غارة بالمنطقة الإنسانية في المواصي".

وقال شهود عيان إنَّ موجة نزوح كبيرة جديدة حدثت الليلة الماضية نتيجة القصف المدفعي العنيف الذي استهدف منازل وأحياء في محيط دوار زعرب وتل السلطان وحي السعودي في رفح، وأسفر القصف عن مزيد من القتلى.

وقالت مصادر طبية إن عدد قتلى رفح بلغ منذ الليلة الماضية وحدها أكثر من 16 ضحية، بينهم نساء وأطفال.

فلسطيني يركب دراجة مع أطفال مع متعلقاتهم أثناء فرارهم من رفح بسبب عملية عسكرية إسرائيلية، في رفح بجنوب قطاع غزة

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، فلسطيني يركب دراجة مع أطفال ومتعلقاتهم أثناء فرارهم من رفح بسبب عملية عسكرية إسرائيلية، في رفح بجنوب قطاع غزة

وقال مدير مستشفى الكويتي صهيب الهمص إن "توسيع الجيش الإسرائيلي للعملية العسكرية في رفح والقصف المتكرر لمحيط المستشفى والذي كان آخره قصف بوابته، أدى إلى مقتل اثنين من أفراد الطواقم العاملة و إصابة 5 آخرين، وخروج المستشفى عن الخدمة"، مضيفا أن الطواقم الطبية العاملة نُقِلَت إلى المستشفى الميداني الذي يجري تجهيزه في منطقة المواصي.

فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن خروج المستشفيات الرئيسية والمراكز الطبية كافة في محافظة رفح عن الخدمة، بما في ذلك عدد من المستشفيات الميدانية، إثر العملية الإسرائيلية البرية المتواصلة واستمرار القصف العنيف لمحيط المستشفيات ومحاصرة عدد منها، فضلا عن مقتل عدد كبير من الطواقم الطبية.

وقالت الوزارة في بيان لها إن كلا من المستشفى الميداني الإندونيسي وعيادة تل السلطان في محافظة رفح خرجا عن الخدمة، ولم يتبق سوى "مستشفى تل السلطان للولادة يصارع من أجل البقاء والاستمرار في تقديم الخدمة للمرضى في محافظة رفح"، وفق ما ذكر البيان.

قصف خيام النازحين في رفح.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن العديد من الأشخاص كانوا عالقين داخل الخيام في رفح و"أُحرقوا وهم أحياء"

وقال شهود عيان لبي بي سي، إن طائرات إسرائيلية قصفت بثمانية صواريخ على الأقل، منطقة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتعرف باسم "بركسات الوكالة".

ويصف الشهود الحدث بـ"المجزرة الكبيرة".

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، عن استهداف منطقة بركسات الوكالة، إن الجيش الإسرائيلي استهدف "إرهابياً برفح لكن الهجمة أودت بحياة فلسطينيين".

وأضاف هاغاري أنه "لم يتضح بعد سبب الحريق الذي أودى بحياة مدنيين في رفح" مؤكداً أن "التحقيق مستمر".

وشدد هاغاري على أن الجيش "اتخذ تدابير أمنية قبل تنفيذ الهجوم في رفح للتقليل من المس بالمدنيين".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد وصف الهجوم بأنه "حادث مأساوي"، وقال "نحن نحقق في الحادث وسنتوصل إلى استنتاجات لأن هذه هي سياستنا".

من جهتها، قالت حركة حماس في بيان: "على ضوء المجزرة المروعة غرب رفح، ندعو شعبنا في الضفة والقدس والداخل والخارج إلى الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة".

اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية، أفادت مراسلة بي بي سي عربي في رام الله إيمان عريقات بتجدد اقتحامات الجيش الإسرائيلي لعدة مناطق مساء أمس وصباح اليوم. ففي ضاحية شويكة في مدينة طولكرم اقتحمت قوات الجيش المنطقة وجابت عدداً من الأحياء التي اندلعت فيها اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش ومسلحين فلسطينيين، دون تسجيل إصابات بين صفوف الفلسطينيين وفق تأكيد مصادر محلية. كما اقتحم الجيش ضاحية ارتاح وبلدة عتيل قرب طولكرم وداهم عدداً من المنازل واعتقل فلسطينيين.

وتجددت الاقتحامات الإسرائيلية كذلك في مدن قلقيلية وطوباس والخليل وتخللتها حملات دهم وتفتيش للمنازل واعتقال للفلسطينيين، تحديداً في بلدة سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.

و أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة الماضية 25 فلسطينياً من مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، بينهم صحفي فلسطيني من الخليل، وسيدتان وسجناء سابقون.

وتركزت عمليات الاعتقال في مدينة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على مدن طولكرم وجنين وقلقيلية والقدس.

وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر /تشرين الأول الماضي، إلى أكثر من (8935) حالة اعتقال.

سيارة عسكرية إسرائيلية تقتحم مخيم جنين قبل أيام

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، الجيش الإسرائيلي يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية

الجزائر توزع مشروع قرار بشأن رفح

وزعت الجزائر مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يدعو لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على رفح إضافة إلى "وقف فوري" لإطلاق النار، وفق النص الذي أطلعت عليه وكالة فرانس برس.

وفي تحدٍ لضغوط الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، تشن إسرائيل عمليات عسكرية في رفح المكتظة بالنازحين الذين فروا من القتال في أماكن أخرى في قطاع غزة.

ومشروع القرار الذي يستند إلى الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي، "يقرر بأنه على إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، أن توقف فوراً هجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح".

ويطالب مشروع القرار أيضا بـ"وقف فوري لإطلاق النار تحترمه كل الأطراف" و"الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن".

ولم يحدد السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع الموعد الذي يأمل فيه طرح مشروع القرار للتصويت.

وكانت الجزائر قد دعت الاثنين إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس غداة ضربة ليلية إسرائيلية في رفح أدت إلى اشتعال خيم تؤوي نازحين فلسطينيين، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة 249 آخرين وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة.

والثلاثاء أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 21 شخصا في غارة إسرائيلية أخرى على مخيم للنازحين في جنوب قطاع غزة.

وقال السفير الصيني فو كونغ "نأمل أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن لأن هناك أرواحا على المحك" معربا عن أمله في إجراء تصويت في وقت مبكر من هذا الأسبوع.

وقال السفير الفرنسي نيكولا دو ريفيير قبل بدء الاجتماع "لقد حان الوقت لهذا المجلس للتحرك واعتماد قرار جديد"، مشدداً أيضاً على أنها "مسألة حياة أو موت".

ورداً على سؤال بشأن مشروع القرار الجزائري، قالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد إنها بانتظار الاطلاع عليه وإن الرد سيكون "بعد ذلك".

إدانات دولية

ولا تزال ردود الفعل مستمرة على الهجوم الإسرائيلي على خيام النازحين في رفح.

إذ أعربت الخارجية الصينية الثلاثاء عن "قلقها العميق" من الضربات الإسرائيلية في رفح في جنوب قطاع غزة حيث قتل العشرات في مخيم للنازحين جراء قصف للجيش الإسرائيلي، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي دوري: "تعرب الصين عن قلقها العميق من العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في رفح".

وكانت المنظمات الدولية أدانت الهجوم الإسرائيلي على مخيمات النازحين في رفح، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحادث يوضح أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، واصفاً الوضع في رفح بأنه "رعب يجب أن يتوقف".

نازحون بين الأنقاض.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، نازحون يبحثون عن الطعام بين الأنقاض المحترقة.

تظاهرات شعبية

وتظاهر عشرات الطلبة، الثلاثاء، في الجامعة العبرية بالقدس، "تنديداً بالحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر"، وفق هيئة البث الإسرائيلية، التي أشارات إلى أن التظاهرة جاءت "بمبادرة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة".

في المقابل، تجمع عدد من الطلاب الإسرائيليين واحتجوا على التظاهرة، ورفعوا العلم الإسرائيلي.

وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير: "إنني أشيد بضباط الشرطة الإسرائيلية الذين فرقوا المظاهرة غير القانونية في الجامعة العبرية وهم يلوحون بأعلام العدو"، وفق منشور له على منصة إكس.

أهمل Facebook مشاركة
هل تسمح بعرض المحتوى من Facebook؟

تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Facebook. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Facebook وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال"

تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

نهاية Facebook مشاركة

وأضاف بن غفير "لسوء الحظ، استمرت المظاهرة لفترة طويلة، طويلة جداً، وكل هذا بإذن من الجامعة، عندما تُركت الشرطة في الخارج".

وفي تعليقه على التظاهرة، قال زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني المعارض، أفيغدور ليبرمان، في منشور على منصة إكس: "لا يعقل أن تسمح الجامعة العبرية في القدس بتظاهرة شائنة لمؤيدي الإرهاب الذين يلوحون بالأعلام الفلسطينية في قلب حرم الجامعة، بينما يقاتل جنودنا في ساحة المعركة"، وفق ما كتب.

ودعا ليبرمان رؤساء الجامعة "إلى توقيف جميع المتظاهرين فوراً"، مهدداً "بتأخير ميزانيات الجامعة من خلال الكنيست".

وتنديداً بالهجوم، خرجت مظاهرات في عواصم العديد من المدن العربية والأوروبية مساء الاثنين تنديداً بقصف خيام النازحين في رفح، ومطالبة بوقف الحرب.

متظاهرون يحملون العلم الفلسطيني أمام محاكاة لصور الأطفال القتلى نتيجة الغارة الإسرائيلية على مخيمات النازحين في رفح، في 27 مايو/أيار 2024.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، متظاهرون يحملون العلم الفلسطيني أمام محاكاة لصور الأطفال القتلى نتيجة الغارة الإسرائيلية على مخيمات النازحين في رفح، في 27 مايو/أيار 2024.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، خرجت مسيرة تحت المطر في مدينة نيويورك وهتفوا قائلين: "المقاومة مبررة عندما يكون الشعب محتلاً".

كما تجمع المئات في مقر المفوضية الأوروبية في برشلونة وخارج وزارة الخارجية في مدريد للمطالبة بتشديد القبضة على إسرائيل وفرض عقوبات أقوى عليها.